كبار المسؤولين يروجون للتجارة والتعاون في المنتدى التركي العربي في اسطنبول

اجتمع مسؤولون رفيعو المستوى من المنطقة وتركيا في إسطنبول يوم الخميس، مع انطلاق المنتدى الاقتصادي التركي العربي الخامس عشر (TAF 2024)، ليكون بمثابة منصة مهمة لتعزيز التعاون ومناقشة القضايا الراهنة.
ويجمع الحدث الذي يستمر يوما واحدا وزراء وخبراء وممثلين واقتصاديين من مختلف المؤسسات والقطاع الخاص لمناقشة البنود الرئيسية على جدول الأعمال.
كما حضر وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك هذا الحدث، حيث ألقى كلمة قيم فيها صورة التجارة العالمية الحالية، والتقدم الذي أحرزته تركيا في التضخم وموضوعات مثل الذكاء الاصطناعي.
وحضر المنتدى الذي عقد تحت شعار “تركيا والعالم العربي: ممر عالمي للاستثمار والتجارة والتكنولوجيا” مسؤولون من دول منها الكويت والعراق ومصر وليبيا وتونس.
وفي حديثه أمام اللجنة، أشار شيمشك إلى أن هذا الاجتماع يعقد في وقت كان فيه العالم يعاني من عدم اليقين الكبير، وقال إن عدم اليقين يقيد النمو، على الرغم من أن التجارة بشكل عام تغذي النمو، إلا أن التجارة العالمية تشهد حاليًا انكماشًا.
ونقلت وكالة الأناضول عن “وكأن هذا لم يكن كافيا، فإننا نشهد أيضا ثورة عالمية في الذكاء الاصطناعي. ونتيجة لذلك، لن تكون هناك ثورة في الصناعة فحسب، بل سيتأثر كل جانب من جوانب حياتنا بهذا”. كما يقول الوزير.
ولفت الانتباه أيضًا إلى احتمالية التيسير النقدي على مستوى العالم، مشددًا على تأثير السرعة والتنسيق في هذه العملية.
وأضاف “لكن إذا كان هناك شيء واحد نعرفه، فإن التجارة العالمية ستستمر عند نفس المستوى المحدود في السنوات المقبلة، ومن غير المتوقع نموا بأكثر من 3%”.
وأضاف “لذلك هناك صعوبات، ولكن هناك أيضا فرصا. نحن بحاجة إلى النظر إلى الأمر بهذه الطريقة”.
وأشار شيمشك إلى أنه يمكن توقيع تعاون مفيد للغاية بين تركيا والعالم العربي بفضل المنتدى، وشدد على أن الأطراف لديها القدرة على تكملة بعضها البعض في العديد من القطاعات.
وفي افتتاح الحدث، لفت أحمد بوراك داغلي أوغلو، رئيس مكتب الاستثمار التابع للرئاسة، الانتباه إلى أهمية الاستثمارات الإقليمية وذكر أن مكتبهم على اتصال دائم مع نظرائه في البلدان ذات الصلة.
وأشار داغلي أوغلو إلى أنهم يتشاورون باستمرار مع وزارات الاستثمار أو وكالات الاستثمار في البلدان ويعملون معًا، وقال: “أود أن أعطي مثالاً من التكنولوجيا المالية. اشترت شركة تكنولوجيا مالية من تركيا شركة تكنولوجيا مالية من دبي. وسوف تنمو استثماراتهم في مختلف الدول العربية بهذه الطريقة”.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أهمية المنتدى كمنصة للعلاقات التجارية بين الطرفين. وأشار إلى أن هذا الحدث يعزز الحوار ويوفر فرصة لمناقشة المشاكل، مسلطا الضوء على العلاقات الاقتصادية المتنامية بين تركيا والعالم العربي.
وأشار أبو الغيط إلى أن تركيا تتمتع بموقع فريد، حيث أنها تشكل جسرا بين أوروبا والعالم العربي. واعترف بسوء الفهم السابق الذي أثر على العلاقات على مدى العقد الماضي، لكنه أكد على وجود فرص كبيرة لمزيد من التطوير.
وأشار إلى أن تركيا تمتلك معرفة كبيرة يمكنها الاستفادة من الفرص الناشئة في العالم العربي. وأشار إلى أن صادرات تركيا إلى العالم العربي بلغت في الآونة الأخيرة 46 مليار دولار سنويا، في حين بلغت الواردات 36 مليار دولار. كما سلط الضوء على الحجم الاقتصادي الكبير للعالم العربي والذي يقدر بحوالي 3 تريليون دولار.
وذكر أبو الغيط أن تركيا والعالم العربي “يمكنهما تحقيق حجم تجارة ثنائية يصل إلى 150 مليار دولار”، مسلطًا الضوء على البنية التحتية المتطورة في تركيا، بما في ذلك المقاولون الأتراك الذين يشاركون في مشاريع البنية التحتية في جميع أنحاء آسيا والدول العربية.